مطلقة ومربية أطفال بـ633 ريالا

 

من المخجلات أن يكون ما يلي خبراً: “أعلنت وزارة العدل أن لجانها المختصة قدرت متوسط النفقة الشهرية للمطلقات بـ633 ريالاً للفرد الواحدة ممن تعولهم من أطفالها”.. لأن هذا المبلغ لا يكفي فاتورة هاتف فضلاً عن قيمته، ولا أظن وزارة العدل تشك بأن الهاتف أصبح من ضروريات الحياة البسيطة وليست الكريمة..!
ومن المضحكات أن تكون تتمة الخبر كالتالي: “وبينت وزارة العدل أن هذه الحسبة جاءت بعد دراسة علمية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية”.. بصراحة أنا أشك في دراسات وزارة الشؤون الاجتماعية كما تشكك هي بدراسة خط الكفاية، وأطالب وزارة الشؤون الاجتماعية أن تكشف عن العينة التي أجريت عليها الدراسة وعددها ومنطقتها وكل تفاصيل الدراسة.. وأتحدى متحدث الشؤون الاجتماعية أن يقنع نفسه بأن هذه الدراسة صادقة..!
ليت كل مسؤول شارك في اللجان التي قدرت النفقة يخصص 633 ريالا مصروفاً لأحد أطفاله لمدة شهر واحدة فقط؛ لكي يقتنع بأنه لا يدرك مستويات المعيشة.. بينما تدعي لجانهم أن المبلغ جاء بعد دراسات علمية..!
مسكينة كلمة “علمية” الكل يرمي عليها “البلوى”، ويدعي وصلاً بها.. وهي بريئة منهم..!
ومسكينة أيضاً “المطلقة”، فلا تكاد تتخلص من رجلٍ سيئ وتنفد بجلدها بعد معاناة من مماطلة الرجل وتسويف قضاة وكثرة مواعيدهم التي يخلفونها أو يؤجلونها، حتى تضطر بعضهن إلى طلب “الخلع” بمالها ومع ذلك، قد لا تحصل على حريتها إلا بعد شق الأنفس..!
تخيل تفكير رجل سيئ: “يا بلاش” تتزوج وتنجب أطفالاً ثم ترميهم على أمهم عند أهلها وتدفع عن الطفل شهرياً 633 ريالا فقط.. وتعيش وحدك بلا مسؤوليات ولا التزامات سوى المبلغ اليسير.. وبعد أن تتعب أمهم ويكبر الأطفال تكون أنت الأب المقصر بحق أطفالك وأمهم ومع ذلك لك الحق في بِرهم، وإلا سيعتبرهم المجتمع “عاقين”.. والله، لو أحضرت مربية لأطفالك لدفعت لها أكثر من هذا المبلغ بكثير بلا تردد..!
(بين قوسين)
الطلاق ليس كله خطأ رغم أنه أبغض الحلال، إلا أن المماطلة والتقصير في نفقة أطفالها بعد الطلاق أقسى الظلم، وأقسى منه تعليقها قبل ذلك فلا هي مطلقة ولا هي زوجة بسبب زوج ظالم يريد الانتقام وقاض لا يبالي بمعاناتها..!
 

فواز عزيز 

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *