الطرق في جنوب المملكة صادمة

 

يقول الخبر المنشور أمس في بعض صحفنا على مواقعها الإلكترونية: “صرح المتحدث الرسمي بهيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة عسير أحمد عسيري بأن غرفة العمليات تلقت عند الساعة الثالثة من فجر هذا اليوم بلاغا عن وجود حادث انقلاب سيارة على طريق جندلة وادي ريم برجال ألمع ويوجد عدد من الإصابات، وعلى الفور تم توجيه عدد أربع فرق إسعافيه للموقع، حيث تبين بعد وصول الفرق بأن الحادث انقلاب سيارة يستقلها 11 شخصا بعد اصطدامها بجمل. وقد نتجت عن الحادث وفاة قائد السيارة إضافة إلى ست حالات في الموقع، وتوفيت الحالة الثامنة بسيارة الإسعاف وهي في طريقها للمستشفى. كما أصيبت ثلاث حالات بإصابات بليغة وتم إسعافها ونقلها لمستشفى الدرب العام”.

مضمون الخبر استفزني كثيرا رغم أنه يتكرر يوميا، لكن عدد القتلى ربما هو ما جعلني أغضب، وأسال هل يعقل في بلد مثل بلادنا بإمكاناته المالية الوفيرة ما زال الناس يموتون على الطرقات جراء اصطدام مركباتهم بالجمال أو اصطدام الجمال بمركباتهم؟ هل يعقل أن وزارة النقل حتى اللحظة غير قادرة على وضع حل جذري لمثل هذه المآسي، وهل يحق لأهل الضحايا مقاضاة وزارة النقل لقصورها في هذا الجانب كون الدولة ومنذ أكثر من عقد لديها إمكانات مالية ضخمة وفائضة، دفعت بقيادتنا لأكثر من مرة بل في كل عام ومع الإعلان عن الميزانية السنوية إلى حث الوزراء بما فيهم وزير النقل إلى الشروع في استثمار هذا الوفر المالي لتنفيذ المشاريع التي تخدم المواطنين وتيسر من أمور معيشتهم، وأنه بوجود هذا الوفر المالي لا مبرر لأي قصور أو تأخير في تحقيق أهداف الدولة تجاه المواطنين.
أتمنى أن تستمر هذه الطفرة المالية التي تعيشها بلادنا، وأتمنى أن تظل أسعار النفط كما هي أو تزيد ولكن التاريخ علمنا أن هذا الوضع غير ثابت وغير دائم وقد مررنا بظروف صعبة جراء متغيرات عالمية عصفت بأسعار النفط وظللنا بعدها نعيش عجزا ماليا في ميزانيتنا لعدة سنوات، ولهذا لا نتمنى أن يأتي اليوم الذي نلوم فيه وزارة النقل والقائمين عليها على عدم استثمارهم الطفرة التي نعيشها والوفر المالي الموجود لدى الدولة لحل مشكلة الطرق بشكل عام، وفي جنوب المملكة وشمالها تحديدا وبشكل جذري، بل هناك طرق خارجية، خاصة في جنوب المملكة التي عشت فيها عدة سنوات بحاجة ليس فقط لطرق سريعة مزدوجة بل هي بحاجة أيضا إلى إنارة وبحاجة إلى اهتمام أكثر نظرا لطبيعة التضاريس فيها.
بشكل دقيق أقول: إن الطرق في جنوب المملكة صادمة في حالها وواقعها، وهي محل تعجب وتذمر وشكوى من قبل سكان هذه المنطقة وسكان زائريها، ولهذا لا ينبغي التعامل معها وفق ما تتعامل به وزارة النقل مع بقية الطرق في بقية المناطق، فما أعرفه أن بعض المناطق تعتمد لها – ترفا – طرق دائرية ثانية وثالثة بينما طرق الجنوب الرئيسية تفتقد حتى اللحظة لأدنى متطلبات الطرق التي تضمن حياة سالكيها!.

 

طارق إبراهيم 

نقلا عن الوطن 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *