قطر المخطوفة

سدرت في غيّها

فغرقت في التناقضات

وتمادت في التجاوزات

أصبحت الآنَ قطر ضمنًا رهينة ما يسمى بالأخوان المسلمين بأذرعها المختلفة، والذين كبلوها بأدوار أكبر من حجمها، وأعلى من قدْرها (رغم كذب هذا الحزب الأخونجي، وزيف ما يدعو إليه) وأوهموها بخيالات تتناسب والنرجسية المريضة لقادتها المنتفخين ماديًّا فقط. والثراء هنا لم يكن مزيّةً لهؤلاء الأعراب السّذّج بل أضحى سببًا كشف سوآتهم، وغبائهم المُطْبق فأضحوا في مهبّ الرّيح.

كذلك أضحت القيادة القطرية رهينة آلتها الإعلامية قناة الجزيرة التي أصبحت بمثابة وزارة إعلام دنيئة بثت سمومها، وأحقادها في جسد الأمتين العربية، والإسلامية، وبخاصة دول الخليج، وبشكل أدق المملكة العربية السعودية التي يعتبرونها هي الحلقة الأقوى كونها هي الدولة العميقة التي تحمل هم الدول العربية، والإسلامية لثقلها في الميزان العالمي على كافة المستويات الاقتصادية، والدينية، والفكريّة، والحضارية والتي جاءت نتيجة للإرث الأصيل الذي تتكئ عليه منذ أكثر من قرنين من الزمان.

حيث فردت هذه القناة عضلاتها من خلال تقنية إعلامية متقدمة، وعصابة من الإعلاميين المأجورين، والمنتفعين لدرجة أن هذه القناة لم تكتف أن تكون بمثابة وزارة إعلام قطرية تمرر سياستها النتنة باللعب على التناقضات، والتدخل في سياسات، وظروف الدول، وكأنها هي من تحمل هموم هذه الدول، والراعية لحل مشكلاتها، والحريصة على نمائها، وتطورها.

في خضم هذه الأجواء، وصخبها الإعلامي، وعقد الندوات، وتشكيل منابر الحوارات تمددت هذه القناة لتصبح أكبر، وأهم، وأعلم بسياسة، ودستور الدولة القطرية لتكون في المشهد الأخير هي الدولة نفسها المتحكمة بقراراتها، والمخططة لسياساتها.

وفي ظل هذا الجو الملبّد بالصخب الإعلامي الممجوج، والنفس الخبيث، ومن خلال مد جسور واهنة من العلاقات المريبة مع دول، وعصابات، ومنظمات فوضوية خارجة عن القوانين الدولية وجد أعراب هذه الدولة أنهم باتوا في أحضان كل من بنوا معهم علاقاتهم المريبة، وبالتالي وقعوا في الشّرك، وشربوا من ذات الكأس الآسن الممتلئ من قاذوراتهم التي صنعوها لإلحاق الأذى، والضرر بالآخرين.

إذًا أضحت هذه الأمارة القزمة أوهن من بيت العنكبوت، اختنقت بأحلامها التي بنتها، وباتت تجني سوء أعمالها.

نعم هذه القيادة المنقادة الغبيّة ونتيجةً لسوء أعمالها، وخبث توجّهاتها فقد الكبار الأجلّاء، الثقة بها لتجاوزها الخطوط الحمراء.

ولكن لأن هؤلاء الكبار من قادة مملكة الإنسانية، وشيوخ الإمارات، والبحرين، والمخلصين من قادة الدول الأخرى ذوو مروءات سكنت أفئدتهم، ودرجوا على التمسك والعمل بها فإنهم جعلوا الباب مواربًا لتعود هذه الدولة المختطفة عن غيّها وتعود إلى رشدها رغمًا عن أنفها حفاظًا على أمن دولهم، وشعوبهم، ورحمةً بها للحفاظ على ما تبقى لها من حياة كريمة ولكن بحجمها الطبيعي الذي ينبغي، ويجب أن تكون عليه.

3 ردود على “قطر المخطوفة”

  1. يقول ahmed:

    اتمني من الدول المقاطعة لقطر تهكير بالفيروسات والتشويش لقناة الجزيرة القطرية وتدميرها الكترونيا

  2. يقول متعب العنزي:

    مقال واقعي وموضوعي
    الله يجزاك خير ولا تحرمنا من مواضيعك الشيقه

  3. يقول فهد العنزي:

    مقال اكثر من رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *