إعلام الإخوان.. وأيدلوجية إيران

دعونا نتفق في البداية على أنه لم يكن هناك يوما مسؤولا رفيعا سعوديا يتحدث بجرأة وصراحة ولي ولي العهد، وأعني بهذا اللقاء الأخير مع الزميل داود الشريان، قبل أيام، حيث انتهج خط الإجابة على المخاوف، ومسح الضبابية عن المعلومات الفضفاضة، وتسمية الأسماء بمسمياتها.. وهذا ما أعطى المعلومة فضاء أبعد.

الذين لا يتفقون مع الأمير، قبل الذين يفعلون، يقرون تماما بإدراكه بكافة القضايا والتحولات ذات العلاقة، سواء خارجيا أو داخليا، وإلمامه الدقيق بكافة المتعلقات بملف “رؤية السعودية 2030″، من خلال إبراز المعلومة بالتفاصيل، المليئة بالحقائق لا الآراء، والمدعمة بالأرقام، التي تقول بوضوح التوجه، ومعرفة مسار ونهج العمل، على مسافة عقود من الآن.

من المعروف جدا، وعند عمل أي استراتيجية أو خطة، سواء كأفراد أو مؤسسات، أو حتى على المستوى الحكومي، لا ضمانات على الإطلاق. بالتأكيد، ترصد المخاطر والتحديات، وتوضع منهجية التنفيذ، لكنه قد تطرأ بعض الظروف التي قد تؤخر أو تغير من خط العمل. غالبا، يكابر المسؤولون في الإشارة لذلك، ويعلنون نجاح أي خطة لهم، وهو الشيء الذي لم يكن في لقاء الأمير، حيث تحدث باحترافية، عن إمكانية التغيير والتراجع والتصحيح، متى ما استدعى الأمر ذلك، بثقة ومعرفة وشفافية.

الإعلام الحزبي، وتحديدا “الإعلام الإخونجي”، حاول ولسنوات طويلة، ناشطا في الأعوام الأخيرة، التغلغل في دواخل المجتمع السعودي، للوصول لأطماعه وتحقيق الأجندة السياسية، عبر طرق مختلفة، جاءت بألبسة وغطاءات مختلفة، دينية وتنموية وحقوقية وإعلامية، وحاولت مرارا التدخل في علاقتنا مع الدول الصديقة والشقيقة.. فشلت ولا تزال. وكلام الأمير عن قيادتهم لملف زعزعة العلاقة السعودية المصرية؛ ليس إلا امتدادا لأعمال سابقة لهم، قادوها بأقنعة براقة، وتلاشت، كما هم دائما.

عندما تكون المنطلقات أيدلوجية، تنتفي لغة المنطق والحوار، والمصالح كذلك، حيث لا تصبح هناك منطقة للالتقاء، فالقناعات والتصرفات موجهة مسبقا. لذلك كان مهما أن يشرح محمد بن سلمان، للعالم قبل الداخل، السياسة التي تعمل عليها إيران، والقائمة على الأطماع التوسعية، والتمهيد لخروج “المهدي المنتظر”، وهو الأمر الذي استفزهم مباشرة، وجعلهم يطالبون بتحرير -كما يزعمون- مكة والمدينة.. لم يقرروا شيئا مبتدعا، وإنما أعلنوا (فقط) عن خططهم الخفية.

أخيرا، والأمر يتعلق بجُل القضايا التي تطرق لها الأمير في اللقاء، نستطيع الإشارة لها دائما بوضعها قبل اللقاء، وبعده.. لأنه خارطة طريق جديدة، للتعامل مع هذه القضايا. والسلام.

(أمجد المنيف – الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *