لهذا السبب خُلق «داعش»!

في خضم الحرب الأفغانية خلق تنظيم «القاعدة» المشبوه، ومع انتهائها تم تضخيم اشكالية ما سمي حينها بـ«العائدين من أفغانستان» وكأنهم قوم فقدوا عقولهم ولم يعودوا يعرفون الصواب من الخطأ، ولم يمض وقت قصير حتى عرفنا لماذا خلق تنظيم القاعدة، ولماذا كان الحديث عن العائدين، وكيف دس من دس بينهم.

>>>

فقد لعب «القاعدة» وأتباعه أدوارا خطيرة في إثارة شعوب الأرض على الإسلام والمسلمين، فمن تفجيرات تقتل الأبرياء في أفريقيا الى مثلها في دول اوروبا واميركا وشرق آسيا، وإظهار صور أتباع تلك الدول وهم ينحرون دون ذنب أمام الكاميرات باسم الاسلام.

وامتد الدور المخرب للقاعدة وخروجه كتنظيم الزرقاوي الى محاولة تفتيت اوطاننا العربية وتأليب بعضها على بعض كما حدث في العراق عندما استهدفوا ائمة ومراقد الشيعة حتى انتشر القتل والقتل المضاد مما اوصل بلاد الرافدين الى خلق واقع مؤلم هو تقسيمها فعليا الى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية قد تعلن أولاها استقلالها قريبا.

>>>

ان ما نشهده هذه الأيام في شمال وغرب العراق وشرق سورية هو تكرار لطلقة «القاعدة» الناجحة حيث تستغل الحرب السورية كما استغلت الحرب الأفغانية لخلق تنظيم مشبوه آخر هو «داعش» الذي واصل مشوار القاعدة في اثارة النعرات الطائفية والدينية والعرقية بقصد تقسيم الأوطان العربية كحال سورية والعراق تحت راية كاذبة هي الرغبة في وحدتهم في تكرار لما قام به حزب مشبوه آخر هو «البعث» في البلدين أي التفتيت تحت راية التوحيد.

>>>

وبدأنا نسمع في الخليج مرة اخرى اخبارا وارقاما مبالغا فيها عن اعداد العائدين من سورية، واعتقد جازما اننا سنرى عاجلا في بعض دولنا الخليجية عمليات اغتيال وتفجير تستهدف قيادات واماكن عبادة احدى الطوائف ثم اغتيالات وتفجيرات عند الطائفة الاخرى بقصد تفجير دولنا الخليجية تباعا، والأمران سيقف خلفهما «داعش» المشبوه وعملاؤه ممن سيسمون بالعائدين من سورية والعراق تطبيقا للمثل القائل «الطلقة الناجحة تستحق تكرارها مرارا» فالحذر الحذر!

>>>

آخر محطة: 1- سؤال طرح على «القاعدة» بالأمس ويطرح على داعش اليوم وفي الغد: من اين المال والسلاح والتنظيم والتدريب؟ وكيف صح تحالف جماعة تدعي السلفية المتشددة مع البعث العلماني والصوفية المتمثلة باتباع الطريقة النقشبندية؟!

2- لم يعرف عن شعوبنا العربية الاعجاب بالارهاب أو حب العمليات الانتحارية كحال اليابانيين، لذا فمن اخطر وسائل اثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية في البلدان هو زرع المتفجرات في مركبات الاشخاص دون علمهم ثم تفجيرها عن بعد في الاماكن الدينية والعامة وادعاء ان الفاعل هو استشهادي ثار لطائفته ودينه.

وقد فضح أحد الشباب السعودي تلك الأكذوبة بعد ان نجا منها بأعجوبة!
(سامي النصف)
الأنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *