محمد أبا الخيل .. عرفته عن قرب

كرمت لجنة الأهالي في القصيم- برعاية أمير المنطقة- محمد العلي أبا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني الأسبق. وتحدث المتحدثون عن دوره البارز في بناء الاقتصاد الوطني بمبادرات وصناديق غير مسبوقة أعطت وما زالت تعطي دعما لمشاريع التنمية في المجالات الصناعية والعقارية والزراعية. كما تطرق الحديث إلى دوره في رفع اسم بلادنا في المحافل الاقتصادية وتقوية علاقاتها بالمنظمات العالمية المعنية بالشأن الاقتصادي. وبما أنني عرفت هذه الشخصية المميزة عن قرب أثناء عملي في مكتبه كمسؤول عن الإعلام والعلاقات العامة؛ فسيكون حديثي عن جوانب أخرى لم يتم التطرق إليها، وأهمها الجانب الإنساني وصفات المسؤول ورجل الدولة التي عرف بها. ولنبدأ بحرصه على الجانب الإنساني، فعلى الرغم من مشاغله العديدة ومسؤولياته الكبيرة كان ولا يزال يحرص على الواجبات الاجتماعية ولا يفرق فيها بين مسؤول كبير أو موظف صغير، حيث يلبي دعواتهم ويقدم العزاء لمن فقد عزيزا لديه. وقد بارك الله في وقته لأنه منظم ودقيق المواعيد، ويحرص على النوم مبكرا حتى في السفر الذي تنقلب فيه الأوقات أحيانا بشكل مربك بسبب فارق التوقيت، بحيث يبدأ مواعيده وعمله مبكرا كعادته في الوزارة. ومن صفاته في الحرص على الوقت وإنجاز الأعمال أنه كان يتخذ من سيارته مكتبا يعمل فيه حتى يصل إلى الوجهة التي يقصدها، وعند عودته إلى المكتب يسلم المعاملات للسكرتير لطباعة الخطابات وتبليغ التوجيهات وتسجيل المواعيد. ومن صفاته أيضا حرصه على إتقان الأعمال حتى الخطابات التي تصدر من مكتبه تخلو من الأخطاء اللغوية وغيرها، وذلك لأنه يحرص على الإتقان ولا يدع مجالا للصدفة أو الخطأ، وهذا ما جعل البعض يتهمه بالمركزية وهي مركزية حميدة وإيجابية إذا كانت بهدف الإتقان والحرص على الجودة والإنجاز في الوقت المحدد. ومن صفات محمد أبا الخيل المسؤول أنه يعطي الثقة والقوة للعاملين معه حينما يمثلون الوزارة في لجان خارجية. ولقد مثلت الوزارة في لجنة لدى وزارة أخرى، وأراد رئيس اللجنة أن يغير محضرا سبق أن وقعنا عليه فرفضت التوقيع على المحضر المعدل لمخالفته للقواعد المتفق عليها، واتجهت إليه بعد عودتي مباشرة لمعرفتي أن الوزير في الجهة الأخرى سيتصل به ليشكوني إليه، وفعلا ما إن انتهيت من شرحي للموضوع حتى رن الهاتف في مكتبه وإذا بالمتحدث الوزير المعني مبديا تذمره من عدم توقيعي على المحضر، فرد عليه بحزم قائلا: ولكن التعليمات واضحة وليس من المقبول تغيير المحاضر بين جلسة وأخرى، ومندوبنا قد أصاب في تصرفه ولو وقع لتمت محاسبته على ذلك. وفرحت كثيرا لأن رئيسي مسؤول قوي لا يخضع للضغوط أو التدخلات ويحترم ويقدر وجهة نظر الموظف المجتهد ما دامت في نطاق الأنظمة وقواعد العمل الصحيحة. وأخيرا: محمد أبا الخيل إنسان عملي ولا يحب المظاهر ويكره الاستقبال والتوديع في المطارات من مسؤولي الوزارة أو غيرهم. وهو بحق رجل دولة من الطراز الأول قليل الكلام كثير العمل حتى لقد كان يترأس ويشارك في عشرات اللجان في الداخل والخارج، ومع ذلك يجد الوقت الكافي للواجبات الاجتماعية كما أشرت من قبل وهو من المسؤولين القلائل الذين استمروا على تواصل بالمجتمع حتى بعد تركهم الوظيفة العامة.

(علي الشدي – الإقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *