تصريحات المسؤول وإحباط المواطن

ليس من المنطق أن يقلل المرء من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي باتت تمس شرائح كثيرة من المواطنين. فبعد تراجع أسعار النفط، جاءت توابع التحول الاقتصادي، لتلقي بظلالها على الناس. ولأننا كبشر نخشى على أرزاقنا، وعلى قوت أطفالنا ومستقبل أسرنا، فإن الترقب يصبح ديدن الجميع، ويكون تصريح أي مسؤول عن الوضع الاقتصادي مؤثرًا بصورة فورية على مزاج الناس سلبًا أو إيجابًا، ثم لاحقًا ينعكس هذا المزاج على السوق بكل فئاته، بدءًا من متاجر التجزئة ومرورًا بالكماليات وحتى الأساسيات التي اعتاد الناس أن تكون جزءًا من حياتهم.

كلما حاول الناس إيهام أنفسهم بأن هناك تحركًا لعجلة الاقتصاد، وأملًا بعودة الحياة كما كانت؛ ظهر علينا مسؤول يوزع كلامًا محبطًا يروع الناس ويزرع فيهم اليأس، وهو أمر يوصلهم في النهاية وببساطة شديدة لطريق مسدود، يكون حله الوحيد أن يمسكوا ما لديهم من مال، وأن يقتصروا الصرف في أضيق الحدود. مما يعني تعطيل عجلة الاقتصاد المحلي، والتأثير سلبًا على كل المواطنين والمقيمين والمستثمرين.

وفي ظل منصات التواصل الاجتماعي، يستغل بعض المحللين الفرصة؛ ليدلوا بدلوهم، ويبثوا إحباطاتهم وسلبياتهم عبر تلك المنصات، وفي خلال دقائق ينتقل الخوف؛ جراء تلك التحليلات والتصريحات، لملايين المواطنين، فيتأثر السوق سلباً، وينعكس ذلك على سلوك الناس الاستهلاكي، فيحجمون عن الشراء إلى أضيق الحدود، حتى يصل الأمر لما هو أخطر من ذلك في أهم مناحي الحياة كالعقار والاستثمار وخلق الوظائف الجديدة التي تعتبر عنصرًا مؤثرًا في أي اقتصاد وطني.

باختصار.. كم نتمنى لو يحجم بعض المسؤولين عن تصريحاتهم، ما دام أنه ليست لديهم أخبار إيجابية تخرج الناس من قلقهم وتُعيد لهم ابتساماتهم.. ولكم تحياتي

(محمد البكر – اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *