“داعش” على مشارف إيران .. والرعب ينتشر بين الإيرانيين خوفاً من نقل المعركة إليهم

الرياض – العربية نت:

أنباء تقدم “داعش” المتسارع في عمق أرض الرافدين وتراجع الجيش العراقي المتواصل نشرت الذعر في إيران على المستويين الشعبي والحكومي.

وحسب وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني في خبر مقتضب لها، فإن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يجتمع في طهران في جلسة طارئة بغية بحث أحداث المنطقة، دون أن تقدم الوكالة أية تفاصيل أخرى، إلا أن وكالة “تسنيم” للأنباء أكدت أن الاجتماع سيناقش آخر التطورات الجارية في العراق.

ومن ناحية أخرى، أثار تقدم قوات “داعش” المتواصل قلق الشارع الإيراني، لاسيما أن هذه القوات باتت ترابط على مسافة 180 كيلومتراً من الحدود العراقية الإيرانية، ورافق ذلك تهديد أبوبكر البغدادي بنقل المعركة إلى إيران بعد العراق وسوريا، ما زاد من قلق الإيرانيين، فاضطر كل من قائد حرس الحدود الإيراني ورئيس منظمة الحج والزيارة إلى تقديم إيضاحات للمتصلين من الجماهير، فأكد الأول أن الحدود الإيرانية لم تتعرض لأي اختراق من قبل هذه “الجماعة الإرهابية”، على حد تعبيره.

منع الإيرانيين من السفر إلى العراق

أما رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني فطمأن ذوي الزوار الإيرانيين إلى المراقد الشيعية في العراق بخصوص سلامة الزوار، إلا أنه أعلن إلغاء جميع الرحلات وقوافل زوار العتبات الشيعية إلى العراق، وطالبت السلطات المواطنين بعدم السفر إلى العراق حتى إشعار آخر.

وكانت إيران أعلنت، أمس الأربعاء، إغلاق حدودها مع العراق، ونشرت قوات الجيش في محافظة كردستان الإيرانية، على طول الشريط الحدودي مع العراق بطول 220 كيلومتراً.

وكان الرئيس الإيراني قد صرّح خلال كلمة تلفزيونية، الخميس، بأن “إيران ستكافح العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم”.

أما وكالة إيسنا الطلابية الإيرانية فذكرت أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، وناقشه حول التطورات الأخيرة في العراق، داعياً المجتمع الدولي لدعم العراق في مواجهة ما وصفه بـ”الإرهاب التكفيري”.

تحويل الرحلات من بغداد إلى النجف

ومن ناحيتها، خصصت كافة الصحف الإيرانية الصادرة، الأربعاء والخميس، عناوينها الرئيسية لتطور الوضع في العراق وسيطرة قوات “داعش” على غرب العراق.

ومنذ انتشار خبر تقدم قوات “داعش” على ثاني أكبر المدن العراقية الموصل، والرأي العام الإيراني يولي اهتماماً بالغاً لهذا الحدث، لاسيما وأنه قد زادت بعض الفيديوهات التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي من قبيل “يوتيوب”، والتي تظهر بعض العنف المفرط من قبل “داعش” مخاوف الشارع الإيراني.

ورداً على هذه المخاوف، أعلن سعيد أوحدي، رئيس منظمة الحج والزيارة، في مقابلة له مع وكالة “فارس” عن إلغاء الرحلات إلى مدينة الكاظمية في بغداد حيث مرقد موسى الكاظم الإمام السابع حسب المذهب الشيعي الاثني عشري وتحويلها إلى مدينة النجف، حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب. الأمر الذي يظهر تخوّف الإيرانيين من وصول عناصر داعش إلى العاصمة العراقية.

“داعش” تسعى للسيطرة على أنبوب الغاز

ومن ناحية أخرى، أعلن الجنرال حسين ذو الفقاري، قائد حرس الحدود الإيراني، أن الحدود الإيراني العراقية آمنة، وأن القوات الخاضعة لإمرته تغطي النقاط الحدودية، ولم تتعرض عناصر “داعش” للحدود الإيرانية العراقية خاصة في محافظة عيلام، والتي هي الأقرب إلى العاصمة العراقية بغداد.

وبالرغم من تصريحات الجنرال ذو الفقاري، كشف موقع “صراط” المحافظ عن محاولة عناصر “داعش” للسيطرة على أنبوب الغاز الممتد من إيران إلى سوريا إيران عبر العراق.

وذكر الموقع أن “داعش تحاول السيطرة على أنبوب الغاز الممتد من إيران إلى سوريا عبر الأراضي العراقية، وتحركات هذه الجماعة تؤكد هذا التوجه بقوة”.

وكتب الموقع عن تحليق طائرات إيرانية بدون طيار بغية كشف ورصد مواضع “داعش” ومقراته في العراق، مضيفاً أن هذه الطائرات بإمكانها كشف وقصف قوات داعش وتزويد الجيش العراقي بصور عبر الأقمار الصناعية”.

وأثارت تهديدات أبوبكر البغدادي، زعيم “داعش”، ضد إيران من جهة ونشر فيديوهات الإعدامات والقتل على يد “داعش” تزامناً مع اقتراب قوات داعش من الحدود الإيرانية، كل ذلك أثار الذعر بين المواطنين الإيرانيين.

ونشر موقع “جام نيوز” الإيراني (الترجمة الفارسية) تهديداً نسبه إلى البغدادي ضد طهران حيث جاء فيه: “العراق وسوريا هما ذريعة، بل علينا أن نعرف أن إيران هي النواة الأساسية للشيعة، فبعد سوريا والعراق سنهاجم إيران”.

وبالرغم من هذا، يعتقد الكثير من أطراف المعارضة السورية، وحتى العراقية، أن تنظيم داعش هو مَنْ صنع النظامين السوري والإيراني بغية ضرب الجيش الحر وخرق صفوف المقاتلين السوريين خدمة لدمشق، ويعتقد البعض في العراق أن ما يقوم به “داعش” في العراق سيخدم حكومة المالكي المدعومة من قبل طهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *