مصائر الدول الفاشلة!

ما من شك بأن التخبط والتوتر الذي تعيشه المنطقة استثنائي وغير مسبوق في العصر الحديث. داعش تضرب بالعراق، والقاعدة تضرب باليمن، وهذان البلدان تربطنا بهما حدود طويلة، ولا يمكن بتاتا التساهل بالتحديات والانعكاسات والارتدادات التي تأتي على إثر تلك الاضطرابات. دول فاشلة مثل سوريا وليبيا وغيرها شكلت مغناطيسا جاذبا لكل الجماعات المسلحة وقادة العنف وفصائل الإرهاب. وكلها تقريبا لديها أيديولوجيا أساسية بأن تصل إلى «بلاد الحرمين» على حد تعبيرهم، والعبء الأمني كبير علينا، لكننا نتفاءل بالنجاحات وبرصيدٍ من الخبرة التي زادت على العقدين بمكافحة الإرهاب.صبيحة الثلاثاء الماضي أعلنت داعش عن سيطرتها على الموصل، وأفادت مصادر أمنية عراقية مسؤولة أن مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق والواقعة في شمال البلاد خرجت عن سلطة القوات الحكومية! وباتت تحت سيطرة مجموعات من المسلحين. والموصل (350 كلم شمال بغداد)، عاصمة محافظة نينوى، ثاني مدينة تخسر القوات الحكومية السيطرة عليها منذ بداية العام الحالي بعد مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) الواقعة في محافظة الأنبار.علقت وكالة الأنباء الفرنسية قائلة: «يمثل سقوط مدينة الموصل في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة حلقة جديدة في مسلسل الانهيار الأمني في البلاد المتواصل منذ أكثر من عام، والذي تغذيه الخلافات السياسية والنزاع في سوريا المجاورة»!تربطنا بالعراق حدود تقارب الألف كيلومتر، ورغم الأسيجة الأمنية والتحصين نحتاج إلى المزيد من الحذر والترقب لما ستفرزه هذه الأحداث وتضخه على الأرض. داعش الآن أصبحت واقعا في العراق وسوريا، وهي غامضة بالداعمين لها والساكتين عنها. في اليمن أيضا هناك القاعدة في «أبين وشبوة» والحوثيون في «صعدة». كل تلك الأحداث تعبر عن تحديات.نتفاءل بالجهد الأمني، ولكن لنكن متيقظين، فالنظامان السوري والعراقي قد لا يكنان الخير لنا، فربما صمتا أو رحلا أزمات بلديهما إلى الخارج.

تركي الدخيل

نقلا عن (عكاظ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *