أمير منطقة مكة يعلن البدء في تنفيذ مشروعات الطائف الجديد

أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير محافظة الطائف، بدء تنفيذ مشاريع الطائف الجديدة التي تشمل مطار الطائف الدولي، وتطوير سوق عكاظ، وواحة التقنية، والإسكان والمدينة الصناعية، كما دشن سموه عدداً من المشروعات التنموية في المحافظة.

وقال سموه لدى ترؤسه اجتماع اللجنة في محافظة الطائف بمقر اللجنة بالمحافظة اليوم “أتقدم بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود _يحفظه الله_ الذي يولي مشاريع مناطق المملكة عامة ومنطقة مكة المكرمة على وجه الخصوص اهتماماً كبيراً، إضافة إلى توجيهه أيده الله بما يسرّع عجلة التنمية”، مشيرا إلى أن خير مثال على عناية الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتنمية، الرؤية التنموية التي أطلقها لتنعم المملكة بإذن الله بمستقبل زاهر على صعيدي الإنسان والمكان، لافتاً إلى أن المملكة تشهد ولله الحمد تنمية في المجالات كافة وهذا مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن سعودي.

وأكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن المشروعات التي تم استعراضها في الاجتماع بدأ العمل في تنفيذها، حيث سيتم رفع التوصيات للمقام الكريم للبدء في تنفيذ عددٍ أخر منها، داعياً أهالي ورجال الأعمال في محافظة الطائف للإسهام في التنمية واستثمار الأموال في وطنهم، وقال: “مؤمن إيماناً كاملاً بمواطنة ووطنية الإنسان السعودي في القطاعات كافة والآن الفرصة متاحة والمشاريع مطروحة ودعوتي لرجال الأعمال والمواطنين، الاستثمار والمشاركة بالجهد والمال في التنمية كذلك المحافظة على المرافق واحترام الأنظمة والإخلاص في العمل”.

وقدم سموه الشكر والتقدير لأعضاء اللجنة على ما بذلوه من جهود، مهنئا في الوقت عينه أهالي الطائف على ما تشهده المحافظة من تنمية في شتى المجالات، وقال “يكفينا فخراً وشرفاً أننا مصرون جميعا قيادة وحكومة وشعباً على إنجاح خطط التنمية _بإذن الله_ التي تهدف إلى بناء الإنسان وتنمية المكان في المملكة”.

وأعطى سمو أمير منطقة مكة المكرمة خلال الاجتماع إشارة البدء لتنفيذ مشروعات الطائف الجديد الذي يقع في الناحية الشرقية لمدينة الطائف الحالية بمساحة 1250 كيلومترا مربعا يتسع لعدد 750 ألف نسمـة تم دراستها وتخطيطها لتكون ذات رؤية مستقبلية لها معاني ملموسة ومحسوسة ومبنية على الخصائص المادية والذهنية والفكرية الروحية ليصبح مخطط شامل وواقعي يربط بين جميع المشاريع الراهنة التي تشمل جامعة الطائف ومطار الطائف الدولي الجديد ومدينة سوق عكاظ ويحولها إلى شبكة عمرانية ذات كفاءة عالية ككيان عضوي متميز للمدينة المستدامة.

حضر الاجتماع أعضاء اللجنة العليا صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومعالي وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، معالي وزير الاسكان ماجد بن عبدالله الحقيل، ومعالي مساعد وزير المالية محمد حمود المزيد، ونائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لشؤون المناطق الدكتور وليد الحميدي.

ويتصف موقع مشروع الطائف الجديد بأهمية مكانية ووظيفية كبيرة نتيجة لتوسطه واتصاله القوي بالمدينة القائمة والتجمعات المحيطة، حيث يقدر عدد السكان المستهدف من خلال الاستيعاب الاقتصادي للمدينة (عدد فرص العمل الداعم للوجود السكاني) ليمثل حوالي 36% من إجمالي عدد سكان الطائف الحالي.

وتبلغ إجمالي المساحة المخصصة للامتدادات العمرانية حوالي 400 كم2 فيما يتميز المخطط الرئيسي بوجود ثلاثة أنويه حضرية رئيسية بنمط إشعاعي على طول المحور الرئيسي، بوجود ثلاثة مراكز حضرية رئيسية بتنويعات مختلفة لاستعمالات الأراضي بها تبعاً للوظائف المقترحة.

كما يتسم المخطط الرئيسي بوجود منطقة الأعمال المركزية ومدينة المطار والمدينة الطبية والسياحية، وستترابط جميع المراكز والمناطق السكنية والمشروعات الرئيسية بواسطة مناطق الأحزمة الخضراء تبعاً لمبدأ “المدينة داخل حديقة” ويولي المخطط الرئيسي أهمية خاصة للحفاظ على التجمعات العمرانية القائمة ودمجها في مفهوم “الواحات العمرانية الصغيرة” تتميز كل واحة منها بوسطها ومركزها العمراني كنواه عمرانية للتوسع والامتداد المستقبلي.

وجرى البدء في إنشاء بلدية الطائف الجديد الفرعية كما يجرى إنشاء مقر خاص بها ومركز الإمارة ومركز الشرطة، إضافة إلى تفعيل مشروعات المخطط الرئيسي للطائف الجديد المقترحة و تخصيص وتسليم المشروعات الكبرى والإدارات الحكومية، كما باشرت الأمانة تنفيذ أجزاء من المخطط الرئيسي للطائف الجديد، وذلك بتسليم بعض المواقع للجهات المختصة بما يشكل دفعة تنموية للمدينة المقترحة، حيث يمكن تحديد المشروعات الكبرى التى تم تسليم مواقعها في المدينة الجامعية، المطار الجديد، واحة التقنية، سوق عكاظ، أرض سباق الهجن، الضاحية السكنية وزارة الإسكان، المدينة الصناعية، كما تم تخصيص بعض المواقع لبعض الجهات الحكومية وجاري العمل على تخصيص البعض الأخر ومنها: أرض ديوان المظالم، راض للجهات الأمنية وأرض مشاريع الاتصالات إضافة إلى المشاركة مع مركز التكمل التنموي بالإمارة وشركة المصيف للتطوير العمراني في تطوير.

ويقع مشروع مطار الطائف الدولي شمال شرق محافظة الطائف في منطقة “وادي جليل” بالقرب من جبل حلاة و يبعد عن مدينة الطائف 40كم كما يبعد عن مكة المكرمة 120كم بمساحة إجمالية 48ألف كم 2، حيث سيتم تصميم صالات المطار وفق المعيار (C) حسب مستويات الخدمة المعتمدة من المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) ليستقبل عدد 5 مليون راكب سنوياً تصل إلى 8 مليون سنوياً مستقبلاً، حيث سيبدأ المطار بعدد مدرج واحد 4300م يستوعب طراز الطائرات من نوع (4F) سيؤخذ في الاعتبار في مرحلة التصميم وضع مدرجين للمطار في حالة زيادة الطاقة الاستيعابية مستقبلاً.

وتضمنت مشروعات الطائف الجديد، مشروع “واحة التقنية”، حيث شهدت محافظة الطائف مراسم اختيار تحالف شركات عالمية لتصميم “واحة التقنية”، التي تضمنها عقد بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وممثلين عن مجموعة “مورجانتي” لتخطيط وتصميم الواحة الكبرى للتقنية بالطائف، ويحقق المشروع بعد الانتهاء منه الرؤية التنموية للمحافظة، التي تكمن في إنشاء مدينة حيوية تجسد التخطيط الحضري، وتدعم التنمية الاقتصادية، وتسهم بشكل فاعل في التنمية وتطوير مشاريع المعرفة في المملكة، وتأسيس رؤية حضرية واسعة النطاق للمحافظة لتصبح أنموذجاً يحتذى به، وستكون واحة التقنية في قلب المبادرة لتطوير البنى التحتية والعقارات لإعداد مرافق البحوث والتدريب، حيث تم استهداف مجموعة من المجالات لتتناسب مع الحاجات والمصادر والميزة التنافسية في الطائف، ما في ذلك مجالات التقنية الحيوية ومجالات الخدمات الطبية والصحية والمجالات العسكرية ومجال الطيران وتقنية المعلومات ومراكز قواعد البيانات والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والزراعة والصناعة الزراعية والعطورات والتدريب والتعليم والسياحة.

ويهدف المشروع إلى تنويع الاقتصاد والتحول إلى مجتمع واقتصاد يعتمدان على المعرفة بتحويل استراتيجي في سوق عكاظ بالمشاركة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، من المؤمل أن يتحقق النجاح من خلال مبادرة شاملة نحو تخطيط مدينة جديدة وتطوير مجتمع متوازن ومستدام اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً، لتشجيع النمو في مجال الأبحاث والتطوير، حيث سيتم الاستثمار بشكل أساسي في مرافق تعليمية ذات مستوى عالمي.

وسيشمل المركز خط سكك حديد عالي السرعة يسير باتجاه الرياض والخليج شرقًا للتخفيف من الضغط على ميناء جدة الإسلامي عبر الإسهام في توزيع نقل سريع بين المدينة الجديدة والجامعة، مركز مدينة الطائف الحالية والهدا، إضافة إلى مركز المواصلات سيكون هناك مشروع ميناء جافً للبضائع ضمن المنطقة لتوفير الطاقة الأفضل في مجال إنتاج وإدارة وتوفير الطاقة، وسيتم تطبيق التقنيات الناشئة والمستقبلية بالتوافق مع التخطيط المرن.

وشملت كذلك مشروعات الطائف الجديد التي أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير الطائف عنها، مشروع مدينة سوق عكاظ التاريخية، حيث بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الإعداد في تنفيذ المرحلة الأول من المشروع الذي يهدف إلى تحويل سوق عكاظ إلى وجهة سياحية ثقافية رائدة على مدار العام، بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية في المحافظة.

وشهدت الدورة العاشرة وضع حجر الأساس لأول هذه المشروعات وهو مشروع “جادة المستقبل” ويهدف إلى إعادة إحياء دور سوق عكاظ في تشكيل المستقبل للمواطن السعودي والمقيم والزائر، من خلال عرض أفكار ومنتجات المستقبل وتشجيع المبدعين والمفكرين على عرض منتجاتهم وأفكارهم في “جادة المستقبل” التي ستتيح للزوار التعرف على المستقبل بجميع مجالاته الأدبية والعلمية والتقنية والاجتماعية بطريقة ممتعة وجاذبة، تمكن الزوار من استلهام المستقبل وتؤثر في النشء الجديد إيجاباً، حيث يشارك فيها عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، حيث تم تصميم الجادة بشكل يعبر عن المستقبل في مختلف عناصرها بمظهر فريد، حيث تصل الجادة في مرحلتها الأولى بين المشروع التطويري الجديد لمدينة عكاظ وجادة سوق عكاظ بكونه وسيلة للتفكير في مستقبل المشاركين فيها، حيث تحتوي الجادة على معارض للجهات الحكومية سيتم العمل على تطوير “جادة عكاظ المستقبل” بما يتوافق مع هدف سوق عكاظ تاريخيا، كما تشتمل الجادة على بوابة المستقبل، حيث تتصل “جادة عكاظ المستقبل” الحالية ببوابة تقنية متقدمة تنقل الزائر من التراث إلى المستقبل بمنتجاته وعروضه العلمية.

فيما لم تغفل مشروعات الطائف الجديد عن “الإسكان” حيث تعمل وزارة الإسكان على مشروع إسكاني تقدر مساحته 12 مليون متر مربع ويضم 6,670 فيلا و3,919 شقة إضافة إلى 36 روضة أطفال و28 مدرسة و 37 مسجدا و 8 جوامع مساجد وساحة لصلاة العيد.

كما تضمنت المشروعات التي أعلنت عنها للجنة العليا لتطوير الطائف مشروع “كورنيش السحاب” يبلغ طوله 30 كم، وعرض 13كم، ومساحة هذا المشروع تبلغ حوالي 390 كيلو مترا مربعا تقريباً، ويقع على حدود المركز الإداري لمحافظة الطائف الذي يمتد من منطقة الباحة جنوباً، لمحافظات منطقة المدينة المنورة والعاصمة الرياض شمالاً، تبعد حوالي 60كيلومترا من جنوب شرق مكة المكرمة و130كيلومترا من شرق محافظة جدة، وسط المناظر الطبيعية على سفوح جبال الحجاز الخلابة بالتالي فهو يحتل موقعاً استراتيجياً يجمع بين عدة مناطق تتميز بالتنوع.

ويشمل تطوير محور الهدا والشفا وتخصيص الجزء الأكبر منه كمتنزه وطني، ليضم ثلاث أنماط رئيسة وهي السياحة البيئية، السياحة الزراعية، السياحة الاستشفائية، على أن يتم تطويرها بأسلوب يراعي طبيعتها ويضمن استدامتها، إضافة إلى احتوائه على متنزه وطني، فندق ومنتجع فخم ويبرز الطبيعة الجبلية للموقع ومركز للتخييم والأنشطة، مركز خدمات الحجاج والمعتمرين، ومركز صحي للتأهيل والاستشفاء، مركز تصنيع المنتجات الزراعية، ومركز لخدمات الزوار وتوعيتهم فيما أعدت دراسات تطوير المنطقة الواقعة ما بين الهدا والشفا السياحية (كورنيش السحاب) من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومن أمانة الطائف.