الاختيار.. ذكاء القرار

في الحياة هناك العديد من الفرص، والبدائل الاختيارية مع ما هو صحيح واقعيا، وفعلياً، ومنطقياً، ذلك ما يسمى في علم الاقتصاد بتكلفة الفرصة البديلة.

ولكن ما يهم هو كيفية التأكد من صحة القرار بناء على المعطيات الحالية للفرد، والتي تلبي حاجته الحالية لموارد ناضبه حسب قدرته المستقبلية، فعلى سبيل المثال ستجد أفراداً يفكرون في أخذ قرض لتملك سيارة أو للسفر للخارج، وهي خيارات متكررة، وتحكمها عوامل عدة لا يعرفها سوى صاحب القرار، إذ لا يمكننا أن نقيس قرارات الاخرين وفقا لظروفنا نحن، وبالتالي فالجميع مختلف، ولذلك كانت الاستخارة حلاً مريحاً لنا كمسلمين في جميع قضايانا.

يمكن قياس ذلك ايضا على صعيد شركات القطاع الخاص عند دخولها في أسواق جديدة أو البقاء في الأسواق ذاتها، وكذلك بالنسبة للمنظمات الخيرية وغير الربحية والتي تتساءل دوما عن كيفية توسيع دخلها للقيام بأدوارها تجاه الوفاء بمستحقي التزاماتها.

على صعيد الدول هذا الموضوع قائم ايضا على سبيل المثال في كيفية استثمار أموالها للأجيال المستقبلية وتوسيع أوعيتها الاستثمارية، ومداخيلها والاقتراب من تحقيق اكتفائها الذاتي، إلى جانب قدرتها على تحسين إدارتها للمال العام، ومتابعتها، ومراقبتها لكل اتجاهاتها وفق الخطط الاستراتيحية السنوية، وهو ما يتطلب رقابة موسعة لأي تجاوزات أو فساد محتمل من ناحيتين، من الناحية الصغرى المتعلقة بمخالفات الموظفين والناحية الكبرى وهي المشروعات المنفذة وأسباب تعثر بعضها، بما يؤثر على خططها الاصلاحية والتطويرية والتنموية، بما ينعكس على المواطن بالدرجة الأولى.

إن المشكلة الحقيقية هي في حال وقوعك في خطأ اختيارك وتحميلك للاخرين مسئولية قرارك، وهي قصة مكررة دائماً، ولكن العقل يقول ليس هناك من أحد سيعود عليه ضرر قرارك سواك، رغم ان الجميع سيشاركك غالبا في أفراح نتائج قراراتك، وعلى هذا الأساس يجب أن تحتاط دوما قبل حسم خياراتك، وأن تتجاوز حالات الفشل الممكنة حال وقوعها لتتحول بذلك مواطن الضعف إلى نقاط قوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *