شبكات التواصل والإساءات المتكررة

لا يخفى علينا جميعا الظواهر السلبية التي نشهدها في قنوات التواصل الاجتماعي، والتي تكون في تويتر واليوتيوب وبقية وسائل التواصل، مما يستدعي وقفة جادة حيال ذلك.
هذه المظاهر لا شك انعكست عزوفا من البعض عن استخدام الشبكات الاجتماعية بحجة انها مضيعة للوقت؛ وباباً للمشاكل والمجادلات التي لا فائدة منها.
لا ضير في أن تكون هناك ضوابط عبر ربط الحسابات بأسماء المستخدمين الحقيقيين كما هو الحال مع شرائح الهواتف مسبوقة الدفع، أو استخدام أي تقنيات تحديد الهوية للسيطرة على المسيئين.

إن فكرة التغريدة أو “التدوينة المصغرة” التي يجب ألا تتجاوز الـ 140 حرفاً نشأت في الأساس ليعبر الأفراد عن رأيهم في مجالات عملهم، ودراستهم أو التي تتصل بتخصصاتهم، فهناك أبواب التكنولوجيا، والموضة، والنجوم، والطب، والأخبار، والسياسة، والفن، وغيرها، ومن هنا فإن كل فرد يتبع ما يهمه من هذه الأبواب، لكن لم نر هذا إلا قليلا في مجتمعنا الذي أصبح الحال فيه مختلفا، فالكثير يعتبرون «تويتر» منصة المشاكسين، لمجرد اختلاف الآراء معهم بغض النظر عن تخصصه أو أوجه الالتقاء والاختلاف معه.
ولنكون منصفين بالقول ان هناك كثيرا من التجاوزات في «تويتر» من قبل المغردين، والتي تتعدى على جميع الضوابط والأحكام الدينية قبل الاجتماعية في بعض الأحيان، وهو خطأ وذنب لا يمكن السكوت عنه، لكن لماذا نلقي بالذنب على منصة تويتر ، حيث ان أي تقنية جديدة على أي مجتمع دائما ما تقابل بهذا الهجوم وتتجه إليها أسهم المنتقدين، الذين قد يكون بعضهم لم يستخدموها من الأساس؟
فلا ضير من أن تكون هناك ضوابط عبر ربط الحسابات بأسماء المستخدمين الحقيقيين كما هو الحال مع شرائح الهواتف المسبقة الدفع، أو استخدام أي تقنيات تحديد الهوية للسيطرة على المسيئين.
وختاما فإننا نؤكد ان الاشكالية هي في سوء الاستخدام وليس التقنية بحد ذاتها فلا نلقي اللوم على من لم يرتكب خطأ، وأقول لكل من انتقد وهاجم شبكات التواصل، هي سلاح ذو حدين، إن أحسنا استخدامها نجحنا، وان كان غير ذلك انقلبت وبال علينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *