المشاريع الناشئة ومحاور النجاح

شاهدنا جميعا ميزانية المملكة المعلنة لعام 2017م، ونتائج ميزانية العام المنصرم 2016م، والتي اتضح من خلالها العجز المقدر بـ 297 مليار ريال، والمتوقع أن يستمر للسنة القادمة ولكن بمبلغ أقل بقدر بـ 198 مليار ريال، فإذا اضفنا لذلك نسبة البطالة بين أوساط المواطنين في المملكة والمقدرة بين 11% إلى 12% يضاف لها اعداد المتخرجين سنويا من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وخريجين جامعات المملكة، فإن ذلك لاشك يشير إلى مرحلة اقتصادية قادمة عنوانها التحدي، مما يحتم علينا جميعا بذل الممكن لتخطي هذه المرحلة بجد واجتهاد وحكمة وجرأة.

وكما يتفق الجميع فإن دعم المشاريع الناشئة وتنميتها هي لا شك أحد روافد الاقتصاد الرئيسية، إذ بها يتم خلق الوظائف وتدفع عجلة الاقتصاد، ولنا في ذلك تجارب الدول المتقدمة، ومنها الولايات المتحدة الامريكية التي تشير احصائيات بعض بيوت الخبرة أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل ما يقارب 99% من مجموع عدد الشركات في امريكا، إضافة إلى انها توفر نصف الوظائف في القطاع الخاص، إضافة الى مشاركتها في الناتج المحلي القومي والتي تتجاوز 60% من الناتج المحلي الإجمالي.

ولأهمية هذا المجال، فإننا عبر مقالنا هذا ندعو إلى دعم شباب وفتيات المملكة لإقامة مشاريعهم الخاصة التجارية، وذلك عبر تقديم التسهيلات في الاجراءات الحكومية، وتوفير التمويل اللازم لهم سواء من الاجهزة الحكومية او المستثمرين، وتزويدهم بالمشورة والخبرة والتي تقع مسؤوليتها على اصحاب الخبرة والتجربة من رجال وسيدات الاعمال، كما ان تشجيع الشراء المحلي ودعم المشاريع الناشئة عبر ارساء عقود المشتريات والخدمات من قبل الاجهزة الحكومية وكبرى الشركات لا شك سيشكل داعم رئيسي ايضا لنجاح المشاريع الناشئة.

إن الإهتمام الذي ننشدده لرواد ورائدات الاعمال إنما هو منبثق من ايماننا بأن ذلك سينعكس على واقع الاقتصاد ومستقبله، للحاضر والاجيال المستقبلية، عبر خلق الوظائف، وتوطين الصناعة، وإنشاء أساس لكيانات ضخمة مستقبلا باذن الله تدعم اقتصاد الوطن وتوفر الخير والرفاه لا بناءه وبناته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *