“العدو سيلقى الموت على رؤوس حرابنا”

بلهجتها المحلية، قالت الحارثي: “يا محمد وعيدان لكم السلام الكثير الله يحفظكم ويرعاكم، ما لكم إلا علمكم مع ربعك ولو كانت مخاطي حرابنا وفقه معنّا نسقيه سماً ما درابه”، أي أن العدو سيلقى الموت على رؤوس حرابنا، ثم تلت بيتا شعريا يجسد معاني الوطنية، مختتمة رسالتها لأبنائها: “ما لكم إلا علمكم الله يستر عليكم ويحفظكم من كل باس “.

الرد، جاء سريعاً من ابنيها: “الله يحفظك يا أمنا الغالية وأبشرك ما به إلا الأمن والأمان، ولو كنا بالحد هذا واجبنا ورسالتك هذي تسوى الدنيا وما عليها دعواتكم والله يحفظكم جميعا “.

عيدان الحارثي

محمد الحارثي

 

“أتمنى رؤيتهما وقد رفعا رأسي”

هذه الدعوة، وغيرها من الكلمات التي عبرت عنها الحارثي، قالتها لـ “العربية.نت”: “الله ينصر جنودنا وعيالنا ومنصورين بإذن الله وهم فخر للجميع هم حماتنا ودفاعنا. أتمنى رؤية عيدان ومحمد قريباً وهما قد رفعا رأسي عالياً، ومشرفينا. الرجال لا تظهر إلا بالمواقف الصعبة تجاه وطنهم الذي علمهم ورباهم وأحسن إليهم”.

وعند سؤالها عن عمرها، أجابت: “العمر لا يقاس بكم عمرك يا ولدي، بل بما قضيته في سبيل طاعتك لربك ثم لولي الأمر والوطن والحمد لله عمري 85 عاماً”.

وعن بيت الشعر الذي أشعلت به الرسالة، ردت بعفوية: “والدي رحمه الله، شاعر، وهذه الأبيات حفظتها لما فيها من معاني العزة والشرف. خطرت على بالي وأنا أسجل الرسالة لولدي، فضمنتها لهما”.

في ختام حديثها، وجهت رسالة قائلة: “الله ثم المليك والوطن. كلنا بالوطن عائلة واحدة متماسكين مترابطين، لا عدو يهزنا ولا خائن. وأسأل الله أن يفرح كل أم وزوجة بعودة رجالنا منصورين من الحد الجنوبي، رافعين راية التوحيد خفاقة وعالية معززين بالنصر والعزة”.

والدة الجميع يحسب لها ألف حساب

وفي حديث لـ”العربية.نت” مع ابنها حاضر، أشار إلى أن أمه “والدة الجميع، ومعروف عنها الحكمة في كل أعمالها وما قالته نابع من قلب حنون ومخلص ومحب لوطنه”.

وأضاف أن السنين الطويلة متعبة للنفس، لكنها لم تقف عائقاً أمام تربيتها لهم، وخشيتهم لها، وقال “رغم كبر سنها وما يصاحبه من أعراض صحية إلا أنها مازالت قوية وحكمتها لم تضعف فالكل يضرب لها ألف حساب”.