أحياناً… ترفيه الرضع

استعجل قيام هيئة الترفيه بمهمات عملها لعلها توقف ممارسات مضحكة – مبكية، يطلق عليها «فاعليات»، وتقام باسم الترفيه في مناطق مختلفة، خصوصاً في الصيف.

فمن سوء انتقاء «عينات» ما سمي كوميديا على مسارح ليس لديها أبسط أدوات الطرح والحد الأدنى من الثقافة، إلى مسابقة لرضع الحليب «للكبار» في شكل لا تقبله حتى من مسلسل كوميدي بدائي! وموجة الغفلة التي أصابت الذوق العام ليست وليدة اليوم، بل هي وليدة فضائيات على الهامش انتشرت منذ فترة طويلة، لم تترك أسلوباً متردياً لجذب المشاهد إلا واستخدمته. ولعدم وجود البديل الجيد انتشرت وأصبحت لها فرق وطواقم وعقود تشغيل، وقضية الترفيه في مثل هذه المناسبات تتم بأسلوب «سلم واستلم»، «وما لك إلا ولد يقرأ»!

مخرجات تلك الفضائيات عمت الساحة لتنسجم معها وسائل تواصل جعلت من المهرج مشهوراً ومطلوباً ويمكن توظيفه للجذب! وكل هذا للأسف منتج إعلامي حتى لو قُرن بالترفيه أو غيره، استنبت واستطال، حتى يكاد أن يتحول إلى غابة لغياب الرؤية المتوسطة والبعيدة من الواقع، وماذا يراد للمستقبل.
ونحن مثل من لديه حديقة أهملها لتتكاثر فيها الحشائش والأشواك والنباتات المتسلقة، لكنه ما زال يعتبرها حديقة ولو على المخطط. ويقال لك إن الترفيه صناعة، جملة منقولة، والتصنيع لدينا هو حشو الدمى بما لا يخطر على البال.

ومهما قدّمت الجهات المشرفة على هذه «الفاعليات» من اعتذار عن ممارسات غير مقبولة فهي محسوبة عليها، وتعبّر عن فكر كبار موظفيها من الذين سمحوا بها.

وبالعودة إلى تلك الفضائيات «الرديفة» التي عمّت الساحة منذ سنوات طويلة استمر منها ما استمر وتوقف ما توقف، في تلك المرحلة كان الخصوم والأعداء يعدون العدة لإعلام قوي مجهز ومخطط له لمثل هذه المرحلة الحساسة التي نعيشها، في حين كان الأمر متروكاً «للسوق» عندنا، والسوق لمن يشتري!
وإذا لم تتوافر بضاعة جيدة تسود البضاعة الرديئة، وفي الخط الموازي يجري اختطاف الغالبية من إعلام الآخرين، يقدم ما ينتظرون أو يتوقعون ويدس فيها ما يحلو له.

عبدالعزيز السويد

نقلا عن “الحياة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *