مشاهير «تويتر» بين الإعلان والدعاية !

لا مشكلة عندي في أن يستفيد الإعلامي أو المثقف من شهرته في التسويق الإعلاني كما يفعل مشاهير الرياضة والفن، لكن لدي مشكلة مع الإعلامي والمثقف عندما يمارس هذا الدور بشكل «دعائي» مستتر فيكسب المال ويخسر المصداقية !

المتلقي اليوم أكثر وعيا من أن يستذكي عليه البعض في تسويق الاحتيال أو بيع الوهم أو تلميع الصدأ، وإذا نجح أحدهم في فعل ذلك مرة فإن المتلقي لا يلدغ من نفس الجحر مرتين، حيث باتت أوراق البعض في مقالاتهم أو تغريداتهم أو حواراتهم مكشوفة في تسويق أعمال أو أفكار، وتلميع مشاريع أو مسؤولين، وكأنهم يقدمون رأيا شخصيا حرا لا عملا إعلانيا أو دعائيا مقبوض الثمن !

ليمارس الإعلامي أو المثقف العمل الإعلاني كما يشاء ما دام صريحا لا يخادع أو يستغفل أحدا، أما العمل «الدعائي» المدفوع الثمن فهو ممارسة للغش والخداع عندما يغلف بغلاف الرأي أو العمل الصحفي !

فإذا كانت الإعلانات التجارية تتيح للمتلقي في النهاية خيارا أمام سلعة معروضة ومكشوفة، فإن تغليف الإعلان والدعاية بالرأي يعد ممارسة خطيرة، والإعلامي أو المثقف الشهير هنا لا يمارس دور الوسيط الإعلاني بل دور المخادع اللئيم، وهو لا يبيع سلعة أو يروج فكرة أو يلمع شخصا بقدر ما يبيع ضميره ومصداقيته بثمن بخس مهما كان كسبه كبيرا !

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *