خطر إيراني استراتيجي يهدد قطر عبر البحر .. تعرف على التفاصيل

الرياض - متابعة عناوين

بدأت ملامح تهديد استراتيجي محتمل من قبل إيران لقطر تلوح في الأفق حول أكبر حقول الغاز في العالم، والذي يعرف بحقل غاز الشمال المتشرك بين البلدين.

وفي السابق لم تكن إيران قبل رفع العقوبات الغربية، تستطيع منافسة قطر على استغلال الحقل، لعدم امتلاكها التقنيات المتطورة لتحويل الغاز إلى غاز مسال تضاهي بها التكنلوجيا المتاحة لقطر التي استقدمت شركات عالمية واستغلت الحقل لتصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

ووفقا لموقع “إرم نيوز” ، فبعد رفع العقوبات عن إيران بداية العام الحالي يبدو أن طهران تتجه لامتلاك تقنيات تشابه أو تتفوق على التقنيات التي تستخدمها قطر في حقل غاز الشمال وهو ماينذر باحتدام المنافسة بين الطرفين على الحصص السوقية للغاز في العالم.

تلميحات إيرانية

بوادر التهديد الإيراني بدأت عبر تلميحات تتناولها وسائل إعلام طهران، من ذلك ما نشرته صحيفة “طهران تايمز” التي حذرت من “تفاقم المنافسة بين البلدين على استغلال هذا الحقل، في ظل حالة عدم وجود “معاهدة تنسيق مشترك”، تعرض المصالح طويلة الأجل لكلا الجانبين “للخطر” على حد وصفها.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من حقول النفط واحتياطيات الغاز تمتد من بلد لآخر تحت حدودها المشتركة بطريقة يمكن من خلالها استخراج النفط أو الغاز، كلياً أو جزئيا، من جانب أي من الطرفين.

وعلى الرغم من عدم وجود قانون دولي يوجب على الحكومات التنسيق فيما بينهما في استغلال الحقول المشتركة، إلا أن هناك بالفعل بعض المعاهدات واتفاقات التنمية المشتركة بين الدول التي تتشارك في مثل هذه الاحتياطيات، وفق ما تراه الصحيفة الإيرانية.

وتخلق هذه المعاهدات والاتفاقات نظاماً لتنمية احتياطيات الغاز المنتشرة عبر حدود البلدين. وعقدت أول معاهدة من هذا النوع في العام 1976 بين بريطانيا والنرويج بشأن استغلال الحقول المشتركة في بحر الشمال.

وفي حالة حقل الغاز المشترك بين إيران وقطر فإن مصدر التهديد، أن إيران تقارن بين ما أنجته قطر في السابق من الحقل، وما يتوجب على طهران استخراجه في المستقبل.

وقال علي أكبر شعبانبور، مدير عام شركة بارس للنفط والغاز، العاملة في مجال استغلال الحقل من الجانب الإيراني، في أواخر أبريل إن إيران أنتجت 132 مليار متر مكعب من الغاز من هذا الحقل المشترك خلال العام الماضي بالتقويم الإيراني ( المنتهي في 19 مارس) أي ما يعادل 75% من إنتاج قطر.

وأضاف شعبانبور أن قطر استخرجت بالفعل كمية من الغاز من هذا الحقل تبلغ ضعف ما استخرجته إيران حتى الآن.

وجاءت هذه الزيادة بالأساس من افتتاح ثلاث مراحل تطوير لحقل بارس الجنوبي بما في ذلك المرحلة 12 (بدأت الانتاج في مارس 2015)، وكذلك المرحلتان 15 و 16 (في يناير 2016).

وتم تقسيم حقل بارس الجنوبي، الجزء الإيراني من الحقل المشترك مع قطر، إلى 24 مرحلة قياسية تعمل المراحل من 1 إلى 10 و 12 و 15 و 16 بكامل طاقتها. ومن المتوقع أن تنتج كل مرحلة قياسية نحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يومياً. وتعمل المراحل 17 و 18 و19 بنصف طاقتها حاياً.

إحصائيات

هذا الحقل البحري الضخم يغطي مساحة تبلغ حوالي 9700 كيلومتر مربع، توجد منها 3700 كيلومتر مربع، تسمى حقول “بارس الجنوبية”، في المياه الإقليمية الإيرانية.

وتقع المساحة المتبقية والتي تبلغ 6000 كيلو متر مربع، تسمى “قبة الشمال”، في المياه الإقليمية لدولة قطر.

ويقدر أن هذا الحقل يحتوي على كمية ضخمة من الغاز الطبيعي تمثل نحو 8% من احتياطيات الغاز في العالم، وحوالي 18 مليار برميل من المكثفات.

وبدأت قطر إنتاج الغاز من هذا الحقل العام 1991، قبل إيران بـ 11 عاماً، واستخرجت 214 مليار متر مكعب من الغاز حتى العام 2002 عندما بدأت إيران عملية الإنتاج.

وأنتجت قطر من العام 2002 إلى العام 2014 حوالي 1.242 مليار متر مكعب من الغاز، ما يعنى أكثر من 70% من الكمية التي استخرجتها إيران وهي 710 مليار متر مكعب.

وخلال تلك الفترة، فقط في العام 2005، وصل إنتاج إيران نفس الكمية التي أنتجتها قطر.

وفي العام 2014 بلغت الكمية المستخرجة 177 مليار متر مكعب لدولة قطر وهي تقريباً ضعف الكمية التي أنتجتها إيران وهي 95 مليار متر مكعب.

وفي العام 2015 أيضاً، أنتجت قطر كمية غاز تبلغ ضعف الكمية التي أنتجتها إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *