باحث مصري يكتشف بكتيريا تعالج شروخ المباني ذاتياً!

الرياض - عناوين

ابتكر باحث مصري ما سماه “الخرسانة ذاتية المعالجة”، والتى تقوم فكرتها على وقاية المبنى من الشروخ بوضع مواد في الخلطة نفسها، بحيث تعالج المواد الشروخ قبل أن تتعاظم المشكلة ويصبح هناك حاجة لتدخلات هندسية مكلفة.

وقال الباحث المهندس أحمد البغدادي ، الذى وثق هذا الابتكار في رسالته للحصول على الماجستير من الجامعة الأميركية في القاهرة : إن فكرة اختراعه تعتمد على استخدام خلطة مكونة من بكتريا “باسيلسسيدوفيرم” ونوع من مواد الأحافير يسمى “دياتوماشس إرث” وعنصر “كالسيوم لاكتيت”، ولكن اللاعب الأساسي في تلك الخلطة هو البكتيريا.

وأوضح ، وفقا لموقع “هافنجتون بوست بالعربي” ، كيفية تجهيز البكتيريا لهذه المهمة داخل المختبر، حيث يتم إضافة مواد كيماوية تحولها من حالتها العادية إلى جراثيم، وهي الحالة التي تكون فيها أشبه بمادة تم حمايتها بغلاف، حتى تستطيع العيش في بيئة الخرسانة.

وشرح البغدادي آلية عمل الاختراع قائلاً، “عند حدوث شرخ في الخرسانة، يدخل الهواء ليشكل صدمة تنشط معها البكتيريا، وعندما تجد غذاءها، وهو مادة الكالسيوم لاكتيت، تحوله إلى مادة كربونات الكالسيوم، والتي تفيد في علاج الشروخ”.

ونوه بأن مادة الأحافير، والتي تسمى “دياتوماشس إرث”، ستكون وظيفتها في هذه المنظومة، هو الحفاظ على غذاء البكتيريا، حيث تتميز هذه المادة بوجود فراغات صغيرة تسمح باستيعاب الكالسيوم لاكتيت، التي تتغذى عليها.

وقال البغدادي إن التجارب التي أجريت على خرسانة تم شرخها ثم معالجتها بهذه المنظومة، أثبتت وجود زيادة بنسبة 10% في قوة تحمل الخرسانة للضغط، كما تم تقليل نفاذية الخرسانة للماء إلى أقل مستوى.

وعن كيفية تسويق هذا المنتج تجاريا، قال “يمكن تسويقها على هيئة عبوات مياه، يتم وضع كل هذه العناصر بها بحيث تضاف إلى خلطة الخرسانة عند إعدادها”.

واختير هذا البحث ضمن أفضل الاختراعات في يوم الأبحاث، الذي نظمته الجامعة الأميركية بالقاهرة في مارس/آذار 2016، كما تمت مناقشته في المؤتمر الدولي الخامس للمواد، الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن، خلال الفترة من 1 إلى 4 يونيو/حزيران 2016.

ولا تعرف مصر استخدام الخرسانة ذاتية الالتئام، ما يجعل هذا الاختراع توجهاً جديداً في عالم البناء والمقاولات، حال أثبتت التجارب فعاليته، بحسب د. هبة عبد الرحمن أحمد الباحثة بمركز بحوث الإسكان.

وقالت د. عبد الرحمن ، إن الدول الأجنبية تستخدم مواد كيماوية تضاف إلى خلطة الخرسانة لتحقيق الوظيفة التي نجح الباحث في توفيرها داخل خلطة الخرسانة، وهذه المواد غير متوفرة في مصر.

وأضافت، “هذه هي المرة الأولى التي اسمع فيها عن استخدام بكتيريا لأداء نفس المهمة، وهي ميزة هامة، لاسيما إذا كانت المواد المستخدمة في هذه المنظومة توجد في البيئة المحلية”. لكنها تساءلت بطبيعة الحال عن التكلفة، “إذا كانت تكلفة تجهيزها ستكون أغلى من استيراد المواد التي تقوم بنفس الوظيفة، فهذا يجعلها غير مجدية اقتصادياً”.

بدوره ختم البغدادي، “أن فكرة البحث انطلقت من توفير البديل المحلي الأرخص من نظيرة المستورد”. وأضاف “كل المواد المستخدمة في المنظومة متوفرة في البيئة المحلية، ولا يكاد يصل ثمن عبوة المياه التي تحتوي على كل عناصرها إلى عشرة جنيهات أي دولار واحد تقريباً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *