من دون (أتاتورك) بذَّتنا تواركنا!!

تشهد (أبها) ـ معسولة اللَّمى ـ اليوم، انطلاق (عودة) مهرجان الكوميديا المسرحي في نسخته الثانية، وقد استهله بعض المنظمين الأبعض بما نسميه (كوميديا البروشور)؛ حيث تطوع بطمس صور الممثلات الفاتنات الناعسات؛ لدرء شبهة الاختلاط بالفنانين الحلوين، مثل (أحمد بدير) أمطر الله صلعته البهية!!
ولنترك شعب (الفقاقيع) الأعظم (يطقطق) بهذه المناسبة، ونقدّم للمسرحيين الشباب ـ المحسنين الظن في (موضة الشيب) التي ركبناها مؤخرًا ـ نموذجًا يوضح الفرق النوعي الهائل بين (الكوميديا)، وفن (التهريج)، الذي فتحوا أعينهم على أنه (كوميديا)، وما هو بالكوميديا؛ ولكن النجوم الأميين فنيًا كرسوا في الأجيال هذا الخلط البائس الفقير!!

ونموذجنا الكوميدي (الطااااازة) هو الانقلاب الهمجي في تركيا العلمانية الدستورية الديموقراطية!
وأول شروط الكوميديا هو تعدد احتمالات القراءة للعرض الذي أثار العالم كله! فخصوم السلطان العثماني للإخوان، في حزب (العدالة والتنمية) الحاكم، والذي أصبح رئيسًا لتركيا بانتخابات ديموقراطية نزيهههههههآاي، كما سيصبح المرشح الجمهوري (دونالد ترامب) رئيسًا للولايات المتحدة (الدبُّوسية) الأمريكية! والأخير بالمناسبة هو نموذج للفنان (المهرِّج) الذي يعتقد شعب (الكاو بوي) أنه (كوميديان)!! و… أين وصلنا؟ نعم: كل ما سبق كان جملة (اعتراضية)؛ إصرارًا منا على تحطيم الرقم القياسي في طول الجمل الاعتراضية وكثرتها، المسجل باسم الزميل الأمريكاوي (وليم فوكنر) !! و… أين وصلنا برضو؟ آه.. فخصوم (إردوغان) يقرؤون الانقلاب على أن السلطان نفسه هو كاتب العرض، ومخرجه، والبطل الذي مهما تعرض للمؤامرات والمغامرات؛ فإنه لا يموت، ولا يمرض، بل لا يتعرض لأدنى خدش! لأنه مؤيد من الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله؛ حسب (مفتي الإخوان)، الديناصور الذي لن ينقرض حتى يدفنهم جميعًا! وإلا كيف يكون (قرضاويًا)؟! وحِّدوووه يا (إخوان)!!

وعلى العكس؛ فإن المتعاطفين مع (إخوانهم) المسلمين في تركيا، يعتقدون أن (هوليوود) هي منتجة (الأكشن) دائمًا!
وهنا يأتي ثاني شروط الكوميديا الحقيقية، وهو عنصر المفاجأة والدهشة؛ حين تتخيل أن العرض ـ ربما وربما فقط ـ يكون إنتاجًا مشتركًا بين الفريقين، مع مستثمرين أوروبيين، وصينيين، وإسرائيليين، وإيرانيين وعرب!!

ولكن.. إذا سلمنا بأن السلطان (إردوغان) حقق مآربه من هذا الفيلم، وارتفعت جماهيريته، ووجد ذريعةً أخلاقية شرعية للبطش بخصومه؛ فما مصلحة أمريكا وشركائها؟
هذا هو الشرط الأقوى في الكوميديا؛ أي النهاية المفتوحة على كل الاحتمالات!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *